فلسفة الأخلاق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فلسفة الأخلاق

التسامح والمواطنة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اوهام بعضها فوق بعص حازم خيري الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 82
نقاط التمييز : 56094
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 07/01/2009

اوهام بعضها فوق بعص                    حازم خيري                              الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: اوهام بعضها فوق بعص حازم خيري الجزء الثاني   اوهام بعضها فوق بعص                    حازم خيري                              الجزء الثاني I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 08, 2009 12:16 pm

التعاطي مع فكرة القومية في الثقافة العربية:

كان من الطبيعي، في ظل نشوء وشيوع فكرة القومية، في شتى أنحاء العالم، ان تتزعزع وتتخلخل اركان الكثير من الدول القائمة، وان تتغير وتتطور اوضاع معظم الدول، وفق مقتضيات فكرة القومية ومطالب مبدأ القوميات..

كان من الطبيعي أن تتفكك اوصال الدول المؤلفة من أمم متعددة، وكان من الطبيعي أيضاً ـ بعكس ذلك ـ ان تتحد اوصال الدول التى تنتسب إلى أمة واحدة! وعليه، ظهرت على المسرح العالمي بعض الدول الجديدة، وزالت من المسرح بعض الدول القديمة! السلطنة العثمانية مثلاً أخذت تتفكك شيئاً فشيئاً.

وللسلطنة العثمانية ارتباط كبير بحديثنا عن وفود فكرة القومية إلى ثقافتنا العربية! ففي أوئل القرن التاسع عشر، عندما بدأت فكرة القومية تلعب دوراً مهماً في السياسة الأوروبية، كانت البلاد العربية داخلة في حوزة السلطنة العثمانية منذ قرون عديدة، وذلك باستثناء المغرب الأقصى من جهة، وحضرموت مع قلب الجزيرة العربية من جهة أخرى! وكانت البلاد العربية هادئة وخاضعة هدوء الولايات التركية وخضوعها! غير أنه حدث فيها، في النصف الأول من القرن التاسع عشر، حادثان خطيران، زعزعا الأوضاع القائمة في السلطنة العثمانية زعزعة شديدة، هما: ثورة الوهابيين في نجد وثورة محمد على باشا في مصر.

كانت الثورة الوهابية حركة دينية في الدرجة الأولى، ولهذ لم تؤثر في نشوء فكرة القومية العربية تأثيراً يُذكر. وأما ثورة محمد علي، فهي أيضاً لم تستمد قوتها من نزعة قومية، ولهذا السبب لم تُؤثر في نشوء فكرة القومية العربية تأثيراً مباشراً، ولكنها خدمت القومية العربية خدمة كبيرة، ولو بصورة غير مباشرة. لأنها اوجدت دولة عصرية ـ نسبياً ـ قائمة في بلاد عربية، وأفسحت بذلك ميداناً واسعاً لقيام حراك فكري وأدبي عربي. أما نشوء فكرة القومية العربية، بمعناها التام، فقد بدأ في البلاد العربية التي كانت باقية تحت الحكم العثماني المباشر، كسوريا والعراق، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

كانت الدولة العثمانية تُعامل المسلمين من العرب معاملة تختلف كثيراً عن معاملتها للمسيحيين منهم. ولهذا السبب كان ارتباط العرب بالدولة العثمانية يختلف باختلاف أديانهم اختلافاً بارزاً! وللسبب نفسه نجد أن التفكير في القومية العربية بدأ عند العرب المسيحيين قبل أن يبدأ عند المسلمين منهم. كما أن الكتاب والشعراء الذين سبقوا غيرهم في الدعوة إليها كانوا من العرب المسيحيين(Cool.

وساعد على ذلك أنهم ـ أعني العرب المسيحيين ـ كانوا أكثر تفاعلاً مع الحضارة الغربية. لأن اعتقاداتهم الدينية وأحوالهم الاجتماعية ما كانت تُقيم بينهم وبين الغربيين حواجز معنوية، تُعرقل التواصل الثقافي. ولذلك كان تأثير فكرة القومية في هؤلاء أشد وأسرع من تأثيرها في إخوانهم من العرب المسلمين..

بيد أن فكرة القومية العربية لم تلبث أن شملت جميع العرب ـ من مسلمين ومسيحيين ـ، وصارت تُوجههم وجهة واحدة! والتالي عرض لأهم التيارات الرئيسية التى تنازعت، ولا تزال تتنازع، ثقافتنا العربية، إزاء فكرة القومية:

التيار اللاقومى ـ الإسلامي:
يرفض أنصار هذا التيار فكرة القومية, الوافدة من الغرب, باعتبارها افتئاتا على الأخوة الإسلامية وتهديداً لوحدة المجتمع الإسلامي. ويُعد المُفكر الراحل "سيد قطب" أبرز أنصاره وأكثرهم تأثيراً، فمؤلفه الشهير "معالم في الطريق" يُكرس رفض القومية المعاصرة ويستبدل العقيدة بها. وتنبع رؤية قطب من إدراكه للمعطيات التاريخية والمعاصرة، على نحو خاص، التالي أبرز ملامحه:
1. عقيدية الحضارة :
يعتبر قطب انصهار الأجناس المختلفة في بوتقة العقيدة الإسلامية مُحدداً مُهماً لازدهار الحضارة الإسلامية في الماضي، حيث ضم المجتمع الإسلامي أجناساً شتى كالعرب والفرس والأتراك، مما أتاح للحضارة الإسلامية الاستفادة من مميزات كل جنس، خاصة وأن الإسلام ألف بين هذه الأجناس المختلفة ونظر إليها على قدم المساواة، وهو ما لم يتوافر لحضارة أخرى. وبذلك ينفي قطب عروبة تلك الحضارة, ويؤكد عقيديتها وهويتها الإسلامية، ويعبر عن ذلك بقوله(9):
"اجتمع في المجتمع الإسلامي المتفوق: العربي والفارسي والشامي والمصري والمغربي والتركي والصيني والهندي والروماني والإغريقي والإندونيسي والأفريقي..إلى آخر الأقوام والأجناس. وتجمعت خصائصهم كلها لتعمل متمازجة متعاونة متناسقة في بناء المجتمع الإسلامي والحضارة الإسلامية. ولم تكن يوما قومية إنما كانت دائما عقيدية..لقد اجتمعوا كلهم على قدم المساواة وبآصرة الحب، وبشعور التطلع إلي وجهة واحدة. فبذلوا جميعهم أقصى غاياتهم، وأبرزوا أعمق خصائص أجناسهم، وصبوا خلاصة تجاربهم الشخصية والقومية والتاريخية في بناء هذا المجتمع الواحد الذي ينتسبون إليه جميعا على قدم المساواة، وتجمع فيه بينهم آصرة تتعلق بربهم الواحد، وتبرز فيها إنسانيتهم وحدها بلا عائق، وهذا ما لم يجتمع قط لأي تجمع آخر على مدار التاريخ".

2. جاهلية العالم :
على خلاف رؤيته للماضي الإسلامي الزاهر، يرى قطب العالم المعاصر رافلاً في جاهليته، تلك الجاهلية التي تُمثل القومية بمفهومها المعاصر أحد ملامحها. ولا تحول التيسيرات المادية المعاصرة دون قناعة قطب بجاهلية عالم اليوم لاعتدائه على أخص خصائص الألوهية وهى الحاكمية. فنراه يساوي بين جاهلية ما قبل الإسلام وجاهلية اليوم ممثلة في ادعاء حق وضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين والأنظمة والأوضاع بعيداً عن منهج الله وافتئاتاً على سلطانه. ويذهب قطب إلى أبعد من ذلك بتأكيده على إفلاس فكرة القومية وعدم قدرتها على الاستمرار في أداء الدور المنوط بها باعتبارها أحد مظاهر الحضارة الغربية المشرفة على الزوال، لنفاذ رصيدها من القيم، ويعبر عن ذلك بقوله(10):
"إن العالم يعيش اليوم كله في جاهلية لا تخفف منها شيئا هذه التيسيرات المادية الهائلة، وهذا الإبداع المادي..هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية..وهى الحاكمية..إنها تسند الحاكمية إلي البشر، فتجعل بعضهم لبعضاً أرباباً، لا في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى، ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات والقيم، والشرائع والقوانين، والأنظمة والأوضاع، بمعزل عن منهج الله للحياة، وفيما لم يأذن به الله..فينشأ عن هذا الاعتداء على سلطان الله اعتداء على عباده".
وقوله(11):
"لقد أدت النهضة العلمية دورها، هذا الدور الذي بدأت مطالعه مع عصر النهضة في القرن السادس عشر، ولم تعد تملك رصيدا جديدا..كذلك أدت الوطنية والقومية التي برزت في تلك الفترة، والتجمعات الإقليمية عامة دورها خلال هذه القرون، ولم تعد تملك هي الأخرى رصيداً جديداً".

3. عقيدية القومية:
بينما ينكر قطب القومية بمفهومها الغربي المعاصر، فإنه يتبنى مفهوماً مغايراً، فجنسية المسلم عقيدته ووطنه دار الإسلام وحاكمه الله ودستوره القرآن. وينبع هذا المفهوم المغاير من قناعات قطب الخاصة بعقيدية الحضارة الإسلامية وجاهلية العالم المعاصر، وإيمانه بأن عصبية العشيرة والقبيلة والقوم والجنس واللون والأرض عصبية صغيرة متخلفة، عصبية جاهلية عرفتها البشرية في فترات انحطاطها الروحي. فضلاً عن تمييزه بين دارين، إحداهما دار الإسلام، تلك التي تقوم فيها الدولة المسلمة، فتهيمن عليها شريعة الله، وتُقام فيها حدوده، ويتولى المسلمون بعضهم بعضاً. والأخرى دار الحرب، تلك التي تحكم علاقة المسلم بها المهادنة على عهد أمان أو القتال. ويعبر قطب عن ذلك بقوله(12):
"إن عصبية العشيرة والقبيلة والقوم والجنس واللون والأرض عصبية صغيرة متخلفة..عصبية جاهلية عرفتها البشرية في فترات انحطاطها الروحي، وسماها الرسول(ص) منتنة بهذا الوصف الذي يفوح منه التقزز والاشمئزاز..وكل أرض تحارب المسلم في عقيدته، وتصده عن دينه، وتعطل عمل شريعته، فهي دار حرب ولو كان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته..وكل أرض تقوم فيها عقيدته وتعمل فيها شريعته، فهي دار إسلام ولو لم يكن له فيها أهل ولا عشيرة، ولا قوم ولا تجارة..والأمة التي يكون من الرعيل الأول فيها أبو بكر العربي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وإخوانهم الكرام. والتي تتوالى أجيالها على هذا النسق الرائع..الجنسية فيها هي العقيدة، والوطن فيها هو دار الإسلام، والحاكم فيها هو الله، والدستور فيها القرآن".

وهكذا يرفض سيد قطب القومية العربية صراحة، ويقرر بوضوح أنه كان في استطاعة الرسول(ص)، وهو في الذؤابة من بني هاشم أعلى قريش نسباً، أن يثيرها قومية عربية تستهدف تجميع قبائل العرب التي أكلتها الثارات ومزقتها النزاعات، وتوجيهها وجهة قومية لاستخلاص أرضها المغتصبة من الإمبراطوريات المستعمرة (الرومان في الشمال, والفرس في الجنوب)، وإعلاء راية العروبة، وإنشاء وحدة قومية في كل الأرجاء العربية. لأنه لو فعل ذلك لاستجابت له العرب قاطبة، بدلاً من أن يعاني وصحبه أعواماً في اتجاه معارض لأهواء أصحاب السلطان. ولكنه لم يفعل، وهو ما يفسره قطب بتوجيه الله له أن يصدع بلا إله إلا الله، وأن يحتمل هو والقلة التي تستجيب له كل هذا العناء، حتى لاتخلص الأرض من يد طاغوت روماني أو طاغوت فارسي إلى يد طاغوت عربي، فالطاغوت كله طاغوت، والبشر لا يكونون عبيداً إلا لله وحده، فلا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد على أحد، لأن السلطان كله لله، ولأن الجنسية التي يريدها الإسلام للناس هي جنسية العقيدة، التي يتساوى فيها العربي والروماني والفارسي وسائر الأجناس والألوان تحت راية الله(13).


التيار اللاقومى– الوطني:
يُعد التيار اللاقومى ـ الوطني أحد التيارات الرئيسية التي تتنازع الثقافة العربية إزاء فكرة القومية العربية. ويُثمن أنصار هذا التيار الوطنية على حساب القومية العربية، ويرونها أكثر مواءمة للعالم العربي، لتحبيذها نزوع الدول العربية لتعزيز خصوصيتها وإعلاء مصالحها الخاصة، انطلاقاً من دوافع أهمها(14):

1. ضعف الدول العربية :
فقد روى عبد الرحمن عزام، أول أمين عام لجامعة الدول العربية، في إحدى المجلات حديثاً جرى بينه وبين السياسي المصري سعد زغلول، في أوائل عهد الوفد المصري. فعندما أراد عزام أن يتكلم عن الوحدة العربية، قاطعه سعد زغلول بسؤاله: "إذا جمعت صفراً إلى صفر، فصفر، ماذا تكون النتيجة؟". ولا زال سؤال سعد زغلول يجول في صدور أنصار الوطنية في ربوعنا. فطبقاً لهم، يُقوض ضعف الدول العربية دعاوى القومية العربية، ويُفرغها من مضمونها.

2 . إقليمية الأدب العربي :
أنشأ بعض الأدباء المصريين من أساتذة الجامعة المصرية في عصرها الأول نظرية في الأدب العربي وتاريخه، تقول باختلافه من إقليم إلى إقليم، فضلاً عن مناداتها بضرورة بقائه إقليميا (وطنيا)، يساير خصائص كل إقليم من الأقاليم العربية. وترجع بدايات نظرية إقليمية الأدب العربي إلى المحاضرات التي ألقاها أحمد ضيف في الجامعة المصرية، ونشرها بعنوان "مقدمة في بلاغة العرب"، وقال فيها إن الآداب العربية ليست لها صفة واحدة، بل هي آداب مختلفة. ويستند أنصار الوطنية إلى مقولات نظرية إقليمية الأدب لتعضيد رؤيتهم القائلة بتعدد الأوطان في العالم العربي، وانتفاء دعاوى القومية العربية..

3 . مصالح النخب الحاكمة:
تعد حماية المصالح الشخصية للنخب الحاكمة في عالمنا العربي، أحد أهم دوافع الوطنية. ففي كل دولة عربية، طائفة من الحكام والساسة وغيرهم، ترتبط منافعهم بالأوضاع السياسية القائمة، فينزعون إلى المحافظة على كيان الدولة، ولا يرضون بزوال ذلك الكيان بدعوى المصلحة الوطنية. ويساعدهم على ذلك امتلاك كل دولة لمعالم، مشهودة وملموسة، وسلطات فعلية تظهر وتثبت وجودها في شتى المناسبات، يراها كل فرد من أفرادها منذ نعومة أظفاره، ويألفها، ويرتبط بها نفسياً، ويشعر من جرائها بأنه يختلف عن غيره من منتسبي الدول الأخرى.

التيار القومي ـ اللاديني:
يُجسد هذا التيار رغبة واضحة من جانب أنصاره في إعلاء قيم القومية العربية، باعتبارها تفوق ما عداها في أهميتها. ويُعد الراحل جمال عبد الناصر أحد أبرز رموزه، ولا تزال أصداء خُطبه وتصرحاته الشهيرة تتردد حتى اليوم في ربوعنا، رغم اخفاقه المُلفت في وضع أقواله موضع التطبيق! ويمكن التمييز بين ثلاث مراحل لتطور الوعي القومي العربي عند عبد الناصر:

1. مرحلة إرهاصات الوعي القومي العربي:
اقترن الميلاد الشهير لقضية فلسطين بتسلل طلائع الوعي القومي العربي إلى تفكير جمال عبد الناصر، حيث احتلت فلسطين مكاناً خاصاً وبارزاً في هذا الفكر! وبتطور القضية الفلسطينية, توالت إرهاصات هذا الوعي لدى عبد الناصر، سواء أثناء دراسته في كلية أركان الحرب أو إبان انخراطه في القتال على أرض فلسطين! عبد الناصر نفسه هو الذى أخبرنا بهذه الأمور، وذلك بقوله(15):
"إن طلائع الوعي العربي بدأت تتسلل إلى تفكيري وأنا طالب في المدرسة الثانوية أخرج مع زملائي في إضراب عام في الثاني من شهر ديسمبر من كل سنة احتجاجا على وعد بلفور الذي منحته بريطانيا لليهود ومنحتهم به وطنا قوميا في فلسطين اغتصبته ظلما من أصحابه الشرعيين..ثم بدأ نوع من الفهم يخالج تفكيري حول هذا الموضوع لما بدأت ادرس وأنا طالب في كلية أركان الحرب حملة فلسطين ومشاكل البحر المتوسط بالتفصيل..ولما بدأت أزمة فلسطين، كنت مقتنعا في أعماقي بأن القتال في فلسطين ليس قتالا في أرض غريبة، وهو ليس انسياقا وراء عاطفة، وإنما واجب يُحتمه الدفاع عن النفس".
2. مرحلة ميلاد الوعي القومي العربي:
شهدت هذه المرحلة تبلور الوعي القومي العربي في فكر عبد الناصر، حيث أدرك بوضوح المحيط الخارجي لمصر، وتجلى ذلك في حديثه عن الدوائر الثلاث(العربية, والأفريقية, والإسلامية)، وتأكيده على الدائرة العربية ووصفه لها بأنها أهم الدوائر وأكثرها ارتباطاً بمصر. ولطالما أرجع الرجل تغلغل الفكر القومي في شخصيته إلى إدراكه للتاريخ العربي المشترك والديانة الإسلامية التي تدين بها الأغلبية في العالم العربي، مختزلاً بذلك دور الإسلام في كونه أحد روافد القومية العربية، وهو ما يخالف مقولات أنصار التيار اللاقومى ـ الإسلامي الذين ينادون بعقيدية القومية. ويؤرخ ناصر للحظات ميلاد وعيه العربي بقوله(16):
"..أيمكن أن نتجاهل أن هناك دائرة عربية تحيط بنا، وأن هذه الدائرة منا ونحن منها، امتزج تاريخنا بتاريخها، وارتبطت مصالحنا بمصالحها..حقيقة وفعلا وليس مجرد كلام؟..أيمكن أن نتجاهل أن هناك قارة أفريقية، شاء لنا القدر أن نكون فيها، وشاء أيضا أن يكون فيها اليوم، صراع مُروع حول مستقبلها، وهو صراع سوف تكون آثاره لنا أو علينا، سواء أردنا أو لم نُرد؟..أيمكن أن نتجاهل أن هناك عالما إسلامياً تجمعنا وإياه روابط لا تقربها العقيدة الدينية فحسب، و إنما تشدها حقائق التاريخ كذلك؟".
وقوله(17):
"..ما من شك في أن الدائرة العربية هي أهم هذه الدوائر وأوثقها ارتباطا بنا، فلقد امتزجت معنا بالتاريخ وعانينا معها نفس المحن، وعشنا نفس الأزمات، وحين وقعنا تحت سنابك خيل الغزاة كانوا معنا تحت نفس السنابك. وامتزجت هذه الدائرة معنا أيضا بالدين، فنقلت مراكز الإشعاع الديني، في حدود عواصمها، من مكة إلى الكوفة، ثم إلي القاهرة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo-ethique.alafdal.net
 
اوهام بعضها فوق بعص حازم خيري الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اوهام بعضها فوق بعص حازم خيري الجزء الأخير
» أوهام بعضها فوق بعض حازم خيري
» أى دمٍ قد أعاد كتابة التاريخ العربي(*)! حازم خيري
» اي دم كتب التاريخ العربي حازوم خيري ج 2
» كيف نجمع بين تجديد الإيمان وإرواء العقل؟ سهيل فرح الجزء الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فلسفة الأخلاق :: مساهمات و توجيهات للباحثين :: مساهمات فكرية-
انتقل الى: