فلسفة الأخلاق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فلسفة الأخلاق

التسامح والمواطنة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النص التطبيقي الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 82
نقاط التمييز : 56134
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 07/01/2009

النص التطبيقي الأول Empty
مُساهمةموضوع: النص التطبيقي الأول   النص التطبيقي الأول I_icon_minitimeالجمعة فبراير 27, 2009 7:07 am

كيف يمكن التسليم بصدور الشر و الظلمة و النقص من ذات كلها خير و نور و كمال، فبناء على مبدأ العلية الذي يقضي بالسنخية بين العلة و معلولها فغن الكامل لا يصدر عنه إلا كامل و الخير المطلق لا يصدر عنه إلا الخير هذا من جهة ، و إذا برأنا ساحة الواجب تعالى من أي شر أو نقص ، فهل يعقل أن يكون للشرأو النقص مبدأ غيره ، و هذا محال تعقله لأنه يفضي إلى الإقرار بتعدد الواجب و بالتالي يتناقض مع لاتناهي الواجب الذي لا يمكن إلا أن يكون واحدا بمقتضى اللاتناهي وهو المعبر عنه في التوحيد بالوحدة الحقيقية اللاعددية.
لنعود إلى الأسئلة في بساطتها ، فما تفسير الشر الموجود في العالم و ما مبدؤه؟ ثم أليس من الأفضل أن يكون العالم خاليا من الشرور و النقائص؟
لحل هذه الأسئلة لابد لنا أولا من تقديم توضيح حول مفهوم العرفي للخير و الشر، ثم نقوم بالتحليل الفلسفي لهما.
لاستيعاب معنى الخير و الشر في المحاورات العرفية نستطيع الاستفادة من التدقيق في الخصائص المشتركة بين مصاديقهما الواضحة ، فمثلا تعد السلامة و العلم و الأمن من مصاديق الخير الواضحة، و يعتبر المرض و الجهل و اللاأمن من المصاديق الواضحة للشر ، ولا شك أن ما يؤدي إلى اعتبار الإنسان شيئا ما خيرا أو شرا لنفسه هو المطلوبية و عدم المطلوبية، أي كلما وجد شيئا يتفق مع رغباته الفطرية سماه خيرا ، و أينما لاحظ شيئا مخالفا لرغباته الفطرية سماه شرا، و بعبارة أخرى : لانتزاع مفهوم الخير و الشر لابد له من الوهلة الأولى من المقارنة بين رغبته و الأشياء، فإن وجد علاقة إيجابية عد ذلك الشيء خيرا، وإن لاحظ أن العلاقة سلبية اعتبر ذلك الشيء شرا ... و بهذا الشكل يصبح الخير مساويا للمطلوب لكل موجود – بناء على هذه القاعدة – و الشر مساويا لغير المطلوب لكل موجود .
و نواجه في هذا المجال إشكالا وهو أنه أحيانا يكون أحد الأشياء مطلوبا لنوع من الموجودات و غير مطلوب لنوع آخر منها، فمثل هذا الشيء أيعد خيرا أم شرا؟
و الجواب على هذا الإشكال هو أن هذا الشيء المفروض يعد خيرا للنوع الأول و شرا للنوع الثاني .
و لاينحصر استعمال الخير و الشر في المحاورات العرفية بالذوات و الأشياء، بل يجري في مورد الأفعال أيضا، فبعض الأفعال تعتبر خيرا و البعض الآخر شرا، و بهذه الصورة يطرح مفهوم الخير والشر و الحسن و القبيح في مجال الأخلاق و القيم ، و من هنا تنشب معركة الآراء بين فلاسفة الأخلاق في تبيين المفاهيم القيمية و تعيين معيار الخير و الشر الأخلاقيين.
لكي يكون لنا تحليل دقيق للخير و الشر من وجهة النظر الفلسفية لابد من الإلتفات إلى عدة ملاحظات :
- - 1 إن الأمور التي تتصف بالخير و الشر تكون من إحدى الجهات قابلة للتقسيم إلى فئتين؛ إحداهما تلك الأمور التي لا تقبل خيريتها و شريتها التعليل بشيء آخر مثل خيرية الحياة و شرية الموت، والفئة الأخرى تشمل الأمور التي تكون خيريتها و شريتها معلولة لأمور أخرى مثل خيرية الأشياء المؤثرة في استمرار الحياة و شرية ضدها.
و في الواقع فإن خيرية الأفعال هي أيضا من قبيل الفئة الثانية لأن مطلوبيتها تابعة لمطلوبية غاياتها و نتائجها .
-2 إن جميع الميول و الرغبات الفطرية هي غصون و فروع لحب الذات، وكل موجود ذي شعور لما كان محبا لذاته فهو يحب بقاءه و كمالاته، و من هنا فهو يرغب في الأشياء التي تؤثر في استمرار حياته أو في تكامله.
و بناء على هذا فالمطلوب بالأصالة هو نفس الذات و كمالاتها، و مطلوبية الأشياء الأخرى هي بسبب ما لها من تأثير في تأمين هذه المطلوباتالأصلية . و هكذا المالمنفور بالذات فهو فناؤه و نقص وجوده و كون الأشياء الأخرى منفورة هو بسبب ما لها من تأثير في حصول المنفور بالذات .
و بهذا الشكل نظفر بوجه واضح لتعميم الخير و الشر إلى الكمال و النقص ومن ثم إلى الوجود و العدم... لأن كمال كل شيء ليس سوى مرتبة من وجوده ، و بالتالي فإن أكثر الخيرات أصالة لكل موجود هو وجوده ، و أكثر الشرور أصالة لكل موجود هو عدمه.
- 3 كلما توقف وصول موجود إلى كماله على شرط عدمي (عدم المانع) فإنه يمكن عد ذلك الأمر العدمي جزءا من أجزاء العلة التامة لحصول الكمال المفروض، و من هذه الجهة فهو يعد خيرا لمثل هذا الموجود ، و بالعكس كلما كان نقص موجود معلولا لمزاحمة موجود آخر فإنه يمكن عد الموجود المزاحم شرا له، و لكنه من وجهة النظر الفلسفية الدقيقة يعتبر اتصاف الأمر العدمي بالخير و كدا اتصاف الأمر الوجودي بالشر اتصافا بالعرض، لأن الأمر العدمي قد اتصف بالخير من جهة أنه قد استند إليه بشكل ما كمال موجود آخر . إذن الخير بالذات هو ذلك الكمال الوجودي ، و الشر بالذات هو ذلك النقص العدمي ، فمثلا السلامة خير بالذات و عدم جرثومة أحد الأمراض خير بالعرض ، و الضعف و المرض شر بالذات و السموم و الجراثيم شر بالعرض


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo-ethique.alafdal.net
 
النص التطبيقي الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الملتقى الدولي الأول حول فلسفة السلم
» لملتقى الوطني الأول حول فلسفة السلم
» التأطير الجامعي للبحوث و عوائقه : الجزء الأول ـ الدكتور صايم عبد الحكيم
» حقوق الإنسان بين المقاربة الدينية والمقاربة العلمانية د . سهيل فرح الجزء الأول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فلسفة الأخلاق :: إعلانات و أنشطة مشروع فلسفة الأخلاق :: المنشورات-
انتقل الى: